بحكم طابع الجوار كل من منطقة بني سلمان و سكان سيدي داود بعين مديونة مع بعض رحال من قبائل حياينة ذوي الاخلاق السيئة بمنطقة هوارة .
في أحد الأيام أرد محمد ( طالب , ج طلاب) أن يذهب الى قبيلة هوارة د الحجار برفقة صديقه الصنهاجي (هو طالب كذلك), و عند وصولهم الى الحدود بين بني سلمان و هوارة, لحق بهم رجل جريا بكل أنفاسه نحوهم , وصل بالقرب منهما يلوح ببندقيته و يصرخ عليهم بقوله: - " لوح الكسوة"
و أقلع لهم الحايك من على أكتافهم و قال لهم : "زيد مع طريق دابا" .
وبدأ محمد يحتج على نفسه و يقول : كيف تركته يأخذ مني الحايك ؟
الرجل قفز علينا من خلف و لديه بندقية و يصرخ و يقول : اذ لم تنتبهوا إلي انتم الاثنان سأقتلكما و يقسم بالله .
- بل يجب طاعته.
غادر الطالبان المكان بهدوء أمام أعيون السارق خوفا منه و عندما ابتعدوا بحوالي كيلومتر من السارق أدرك الطالبان على أنهما غابوا عن أعيون السارق فقرروا الرجوع الى أقرب دوار منهما و في طريقهم إلتقوا ببعض الفلاحين فطلب أحد منهم لماذا انتم عائدون ؟
هل تعرضتم لإعتداء ؟
فأجاب الدرويش أي محمد نعم, هناك بالقرب من ذاك الواد, قالوا لهم , لماذا لم تصرخوا على الاقل يسمعكم أحد من القرية فيأتي لينقدكم,
فأجاب الدرويش, لو كنا فتحنا أفواهنا لقتلنا.
قال أحدهم من الذين يعرفون ذلك اللص لطالبين: يا أولادي, هذا اللص كان عامل قديم , أستطيع أن أقول لكم , إنكم
كنتم مراقبين من القرية التي توجد هناك في ذاك الواد’ و نحن رأينا ذلك الشخص لابد انه فلان.
.و الان اذهبوا عند "الجماعة" ستجدهم في حلقة المسجد و احكوا لهم قضيتكم.
دهب الطالبان الى المسجد في القرية التي يسكن فيها اللص , و عندما وصلوا الى المسجد, أدخلهم الى المكان المخصص للأجانب قدم لهم الحساء أو "ثريد" في آنية, و فجأة و للفت الانتباه قام محمد بفرغ الآنية في "المجرى" , فقام طلاب تلك المسجد برفع الاصوات , و قالوا ماذا وقع لهذا , يرمي "ثريد" في" المجرى" ؟
و كان هذا الحدث سببا لكي يحكي محمد قصته الى الطلاب و "الجماعة" ذكر لهم اسم اللص الذي يسكن في قريتهم, فقامت "الجماعة" بتحضير ذلك اللص الى المسجد و تم استجوابه في أمر محمد و صديقه و روى لهم ذلك اللص حكاته الكاذبة بقوله : في الليلة الماضية قدمت علاجا لهؤلاء الافراد و قضوا الليلة عندي و في الصباح عند مغادرتهم , سرقوا لي المال فغضبت لذلك و أخذت لهم الحايك, و كانوا يستحقون الموت على هذه الفعلة لو لا خوفي من الله لقتلتهم - أليس كذلك أيها "طلبة" ؟ اطلب واحد من " الجماعة" .
فأجاب محمد : ليس صحيح , نحن لم نأخد منه شيء, ما قاله فهو ظلم و غير صحيح .
فطلبت "الجماعة" بتحضير المصحف و يقسم الكل على صحة أقواله هذه , و ضع الطالبان يدهما على المصحف, فقام اللص بغضب شديد و رمى بالحايك على وجه محمد, و غادر المكان بسرعة. و تبين أنه هو الظالم.
و قال أحد أفراد "الجماعة" لمحمد و صديقه : " روحوا دابا بسلامة".
و في طريقهم سمعوا صراخ اللص و هو يقول : اذا اشتكيتم مرة ثانية الى "الجماعة" " ما عمركم لا كليتوا مطوحنة الرحى"
و أكمل محمد و صديقه الطريق الى هوارة د الحجار .
تعليق : أحمد الصيد , 05/02/2015