* حكاية واقعية قصيرة حدثت خلال القرن 19 بعين مديونة .

مصدر الحكاية : كتاب المغرب المجهول , Mouliéras, Auguste (1855-1931)

 

بحكم طابع الجوار  كل من منطقة  بني سلمان و سكان سيدي داود بعين مديونة  مع  بعض رحال من قبائل حياينة ذوي الاخلاق السيئة بمنطقة هوارة .
 في أحد الأيام  أرد  محمد ( طالب , ج طلاب) أن يذهب  الى  قبيلة هوارة د الحجار   برفقة صديقه الصنهاجي  (هو طالب كذلك), و عند وصولهم الى الحدود بين بني سلمان و هوارة, لحق بهم  رجل جريا بكل أنفاسه نحوهم ,  وصل بالقرب منهما يلوح ببندقيته و يصرخ عليهم بقوله: - " لوح الكسوة"
و أقلع لهم الحايك من على أكتافهم و قال لهم : "زيد مع  طريق دابا" .
 وبدأ محمد يحتج على نفسه و يقول  : كيف  تركته يأخذ مني الحايك ؟
الرجل قفز علينا من خلف و لديه بندقية و يصرخ  و يقول  :  اذ لم  تنتبهوا  إلي انتم الاثنان  سأقتلكما و يقسم بالله .
- بل يجب طاعته.
 غادر الطالبان المكان بهدوء أمام أعيون السارق خوفا منه و عندما ابتعدوا  بحوالي  كيلومتر من السارق  أدرك الطالبان على أنهما غابوا عن أعيون السارق فقرروا الرجوع الى أقرب  دوار منهما  و في طريقهم إلتقوا ببعض الفلاحين  فطلب أحد منهم لماذا انتم عائدون ؟
هل تعرضتم لإعتداء ؟
فأجاب الدرويش أي محمد  نعم, هناك بالقرب من ذاك الواد,  قالوا لهم , لماذا لم تصرخوا على الاقل يسمعكم أحد من القرية فيأتي لينقدكم,
 فأجاب الدرويش, لو كنا فتحنا أفواهنا لقتلنا.
قال أحدهم من الذين يعرفون ذلك اللص لطالبين: يا أولادي,  هذا اللص كان عامل قديم , أستطيع أن أقول لكم , إنكم  كنتم مراقبين من القرية التي توجد هناك في ذاك الواد’ و نحن رأينا ذلك الشخص لابد انه فلان.
.و الان اذهبوا عند "الجماعة" ستجدهم في حلقة المسجد و احكوا لهم قضيتكم.
 دهب الطالبان الى المسجد في  القرية التي يسكن فيها اللص , و عندما وصلوا الى المسجد, أدخلهم الى  المكان المخصص للأجانب قدم لهم الحساء أو "ثريد" في آنية, و فجأة و للفت الانتباه قام محمد بفرغ الآنية في "المجرى" ,  فقام طلاب تلك المسجد برفع الاصوات , و قالوا ماذا وقع لهذا , يرمي "ثريد" في" المجرى" ؟
و كان هذا الحدث سببا لكي   يحكي محمد قصته  الى الطلاب و "الجماعة"  ذكر لهم اسم اللص الذي يسكن في قريتهم, فقامت  "الجماعة" بتحضير ذلك اللص الى المسجد و تم استجوابه في أمر محمد و صديقه  و روى  لهم ذلك اللص حكاته الكاذبة بقوله  :  في الليلة الماضية  قدمت علاجا لهؤلاء الافراد  و قضوا الليلة عندي و في الصباح عند مغادرتهم , سرقوا لي المال فغضبت لذلك و أخذت لهم الحايك, و كانوا يستحقون الموت على هذه الفعلة لو لا خوفي من الله لقتلتهم  - أليس كذلك أيها "طلبة" ؟  اطلب واحد من " الجماعة"  .
فأجاب محمد : ليس صحيح , نحن لم نأخد منه شيء, ما قاله فهو ظلم و غير صحيح  .  
      فطلبت "الجماعة"   بتحضير  المصحف و يقسم الكل على صحة أقواله هذه , و ضع الطالبان يدهما على المصحف, فقام اللص بغضب شديد و رمى بالحايك على وجه محمد, و غادر المكان بسرعة. و تبين أنه هو الظالم.
و قال أحد أفراد "الجماعة" لمحمد و صديقه  : " روحوا دابا بسلامة".
و في طريقهم سمعوا صراخ  اللص و هو يقول : اذا اشتكيتم مرة ثانية الى "الجماعة"  " ما عمركم لا كليتوا مطوحنة الرحى"
و أكمل محمد و صديقه الطريق الى هوارة د الحجار .

   

تعليق : أحمد الصيد‎ , 05/02/2015